القنال نيوز - صحيفة الكترونية ورقية أخبارية يومية شاملة
Screenshot

أحمد محمد فكري زلط يكتب: دائرة المليون صوت…وكيف تسترد فاقوس كرامتها في الفرصة الأخيرة

في قلب محافظة الشرقية، حيث تمتد الأراضي الزراعية الخصبة وتنبض القرى والمراكز بالحياة، تقع قصة صارخة من الظلم التمثيلي، بطلتها “الدائرة السابعة” وأبطالها الصامتون هم أكثر من 1.3 مليون مواطن. إنها قصة دائرة فاقوس وأولاد صقر وكفر صقر، التي تحولت بفعل تقسيم انتخابي مجحف إلى مجرد رقم ضخم في تعداد السكان، لكنها أصبحت قزماً في ميزان التمثيل النيابي. هذا المنشور ليس مجرد سرد للأرقام، بل هو شهادة على إهدار مبدأ “المساواة” الذي هو روح الديمقراطية، وكشف لكيفية تصميم الدوائر “بفعل فاعل” لتحجيم قوة كتل تصويتية هائلة.

دائرة الموت التمثيلي .. الحقيقة بالأرقام

لفهم حجم الإجحاف، لا نحتاج إلى تحليلات سياسية معقدة، بل إلى عملية حسابية بسيطة تكشف الحقيقة المرة .. بناءً على التكوين الفعلي للدائرة السابعة وأحدث التقديرات السكانية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2025، تتكون الصورة التالية:

تكوين الدائرة : تضم الدائرة السابعة ثلاثة مراكز كبرى هي:

⭕️مركز ومدينة فاقوس: 795,817 نسمة.
⭕️مركز أولاد صقر: 250,070 نسمة.
⭕️ مركز كفر صقر: 281,960 نسمة.

الكتلة السكانية الإجمالية: يبلغ مجموع سكان هذه المراكز الثلاثة 1,327,847 نسمة وهذا الرقم لا يجعلها أكبر دائرة في محافظة الشرقية فحسب، بل يجعلها تتجاوز تعداد سكان محافظات مصرية بأكملها.

والكارثة التمثيلية في مقابل هذه الكتلة السكانية المليونية، تم تخصيص 3 مقاعد فردية فقط لمجلس النواب. وعند قسمة عدد السكان على عدد المقاعد، نصل إلى نتيجة صادمة
كل نائب في الدائرة السابعة مطالب بتمثيل 442,615 مواطنًا.

هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو حكم بالإعدام على فكرة التمثيل الحقيقي. فكيف يمكن لنائب واحد أن يخدم ويستمع ويتابع مشاكل ما يقرب من نصف مليون مواطن موزعين على ثلاثة مراكز شاسعة؟!!

ومع المقارنة التي تكشف العوار ومكيال العدالة المختل
يزداد وضوح الظلم عندما نضع هذا الرقم البائس في مقارنة مع دوائر أخرى داخل نفس المحافظة ، والتي يُفترض أنها تخضع لنفس معايير العدالة

فمثلاً صوت مواطن الزقازيق بضعف صوت مواطن فاقوس والنائب في دائرة العاصمة (الزقازيق) يمثل نصف عدد المواطنين الذين يمثلهم نائب دائرة فاقوس وهذا يعني أن صوت المواطن في الزقازيق له وزن وقيمة مضاعفة. ومن المفارقات العجيبة أن دائرة فاقوس الكبرى، التي تزيد في عدد سكانها عن دائرة الزقازيق بأكثر من 200 ألف نسمة،
تحصل على مقاعد أقل (3 مقابل 4 ) وهذا ينسف أي ادعاء بأن معيار السكان قد تم احترامه.

نداء إلى أهل #فاقوس الشرفاء .. الفرصة الأخيرة لاسترداد الكرامة .. يا أبناء فاقوس الأحرار، يا من تدركون حجم هذا الظلم!

الأرقام لا تكذب، والواقع يشهد أن صوتكم قد تم تهميشه عمدًا. لكن اليوم، لم يعد وقت الشكوى، بل حان وقت العمل. المعركة الحالية في جولة الإعادة ليست مجرد اختيار بين مرشحين، بل هي معركة لاسترداد كرامة فاقوس المهدورة.

إنها فرصتكم الأخيرة لإرسال رسالة مدوية بأن فاقوس لن تقبل بعد اليوم أن تكون مجرد رقم في تعداد. اتحدوا خلف أبنائكم، ضعوا الخلافات جانبًا، ولتكن مصلحة فاقوس هي البوصلة الوحيدة. الفوز بمقعدين ليس رفاهية، بل هو ضرورة قصوى ليكون لنا صوت قوي تحت قبة البرلمان.

صوت يصرخ بحقنا في تمثيل عادل، وصوت يطالب بتعديل هذا التقسيم المجحف الذي سرق منا قوتنا. عندما يكون لدينا نواب يمثلون إرادتكم الحقيقية، سيملكون الحق والشجاعة ليقولوا “لا” لهذا الظلم، وليطالبوا بتقسيم جديد يعيد لفاقوس وزنها الحقيقي.

هلموا وانهضوا… لا تخذلوا مدينتكم في أحلك ساعاتها. اجعلوا يوم الإعادة يومًا لكرامة فاقوس، يومًا تثبتون فيه أن الاتحاد قوة، وأن هذه الأرض لا تزال تنجب الرجال الذين يدافعون عن حقوقها. فوزكم اليوم هو الخطوة الأولى لتصحيح ظلم الأمس وبناء مستقبل أفضل للغد.

اترك رد