القنال نيوز - صحيفة الكترونية ورقية أخبارية يومية شاملة

الاعلامى خالد مصطفى يكتب : مصباح علاء الدين

كنت فى ضيافة أحد اصدقائى فذهبت معه في زيارة لمكتب هيئة المعاشات ووجدت شخص ضخم طوله 5 أمتار في عرض 3 متر
و يتحرك بخفه و يخرج من تحته دخان ازرق فااستغربت المنظر وسالته من أنت فأجابني أنه جن مصباح علاء الدين فسألته ماذا تفعل هنا في أمان مكتب المعاشات فأجابني انه تقاعد فلم أصدق كلامه كيف لجن المصباح أن يتقاعد فاجابني والدموع نوافير من عينيه تخيل بعد خدمة 5000 عام تم الاستغناء عني و إحالتي للمعاش المبكر فقلت له عادي أنا أعرف شباب زى الورد في الخمسين وفي قمة النشاط والعطاء والخبرة ويتم إحالتهم للمعاش المبكر فرد علي باستنكار أنتم بني البشر مافيكم خير لبعضكم ولكن نحن الجن فيه تعاون مشترك بيننا والمصيبه الكبرى ليتهم احالونى بسبب جن ثاني أكثر شبابا مني ولكن استبدلوني بقطعة حديد فقمت من جانب الجن وهممت بالرحيل لولا أن استوقفني بسؤال يا اخي عيب عليك تسأل وبعدها تذهب عني فاخبرته أني لا أحب الكذابين لأنهم لا يحترمون عقل المستمع فأقسم لي أنه صادق وأنهم استبدلوه بموبايل في الماضي كان حلم كل إنسان أن يجد مصباح علاء الدين ذاك الذي يخرج منه جن ضخم يقول شبيك لبيك جن المصباح
بين إيديك ويحقق لك 3 امنيات و يختفي بعد تحقيقها لكن اليوم يبدو أن الموبايل الحديث قد خطف الدور تماماً من الجن العتيق فالمصباح الذي كان يتعب في تحقيق أمنية واحدة يُعتبر متخلف أمام شاشة صغيرة تلمسها بإصبعك هل تريد أن تتسوق لا تحتاج إلى جن فقط بلمسة زر تصل إليك البضائع من كافة قارات العالم هل تريد أن تسأل او تشاهد صديق في قارة أخرى بدون كوره بلوريه ولا تعويذات سحرية فقط ضغطة
زر وتتحدث صوت وصوره مع من تريد هل تريد التنقل من بلد إلى أخر تستطيع ذلك على ظهر طيارة بدل ظهر الجني الذي يقدم لك عدة امنيات فقط اما الموبايل يقدم لك الاف الأمنيات و لا تحتاج إلى فرك المصباح فقط عليك شحن الموبايل إنه زمن جديد زمن لم يعد فيه الجن سيد الأمنيات هل رأيت جنياً يقرأ الأفكار الموبايل يحقق أمنياتك قبل ان يرتد إليك طرفك تتحدث عن حاجتك إلى اثاث تظهر لك اعلانات على الهاتف من مختلف شركات الاثاث أختار منها ما يناسبك تريد أن تسافر تطبيق يحجز لك الطيران والفندق تريد طعام جن التوصيل قادم على دراجة بخارية ومعه طلبك تريد أن تشتري سيارة او تبيع منزل اضغط على تطبيق وتحصل على ما تريد وإذا أردت أن تشكو همومك أو تبحث عن نصيحة هناك جن ديجيتال اسمه سيري Siri جاهز يسمعك ويقدم لك النصائح طوال ال 24 ساعة الموبايل لم يكتفى بتحقيق الأمنيات الصغيرة بل يحقق لك الثروات الكبيرة حيث أصبح البشر يديرون شركات ومشاريع كاملة من خلال موبايل ويكسبون الملايين من خلف شاشة لا تتعدى حجم الكف والأعظم من ذلك الموبايل اصبح أقوى من الجن من خلال تحريك آلاف البشر بكلمة أو منشور بل يستطيع أن يغير مزاج الشعوب تغريدة واحدة أو فيديو قصير من مجموعة مجهولة كفيل أن يقلب الرأي العام ويشعل ثورة أو يطفئها لم يعد السر في فرك المصباح بل في تحديث البرنامج زمان كان الجن يحتاج أوامر واضحة واليوم يكفي أن تقول مرحبا أليكسا أو Hi Siri أو أنك تامر شات جي بي تي ليبدأ السحر لقد انتهى زمن الأمنيات السحرية وبدأ زمن النت السريع فالجن أصبح عاطلا والموبايل أصبح الولي الحاضر الذي يعرفك أكثر مما تعرف نفسك في الأزمان القديمة كان من يمتلك مصباح علاء الدين يُصبح سيد الأمنيات يأمر فيطاع يطلب فيجاب لكن الفرق أن الجن كان عبداً لصاحبه أما نحن فقد اشترينا الموبايل ولكن أصبحنا عبيداً له فالاجهزة الحديثة قد تكون نعمه ولكن اعرف كيف تستفيد منها بحكمه بدل أن ينقلب عليك الامر بنقمة

اترك رد