الإعلامى خالد مصطفى يكتب : مايفعله السيسى الآن إمتداداً لفتح صلاح الدين لبيت المقدس

في خطوة تاريخية أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة حيث تم الإعلان عن هذا التقدم في مدينة شرم الشيخ المصرية بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي لعب دوراً محورياً في الوساطة بين الأطراف المعنية وهذا الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية وأمريكية يُعد بداية لمرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث تضمنت تفاصيل الاتفاق فى المرحلة الأولى على البنود التالية منها إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس سواء كانوا أحياء أم أموات وفقاً لما أعلنته الحركة وسحب جميع القوات الإسرائيلية
من قطاع غزة إلى الخط الأصفر وهو الخط الذي كانت عليه القوات قبل التصعيد الأخير في شهر أغسطس والتأكيد على ضمان التزام الأطراف بوقف إطلاق النار وعدم التصعيد والتوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تمثل جميع الفصائل وإعادة بناء قطاع غزة الذي دمرته الحرب وتوفير الدعم الكامل

وعلى الرغم من هذه الخطوات الإيجابية لا يزال هناك العديد من القضايا العالقة التي تتطلب مفاوضات إضافية مثل نزع سلاح حماس تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، وإعادة إعمار غزة من ناحية أخرى فقد تابع العالم الدور الذى لعبته مصر في هذا الاتفاق حيث منعت التهجير ورفضت كل المحاولات التى قد تؤدى إلى تصفية القضية وفى النهاية استضافت المفاوضات في شرم الشيخ وساهمت بشكل كبير في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة كما شاركت دول أخرى في الوساطة بما في ذلك قطر وتركيا مما يعكس الجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة حيث لاقى الاتفاق ترحيباً واسعاً من المجتمع الدولي حيث أشاد به العديد من الزعماء السياسيين والمنظمات الدولية حيث وصف ترامب الاتفاق بأنه يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي ولإسرائيل ولجميع الدول المجاورة وللولايات المتحدة كما توجه بالشكر إلى الوسطاء من مصر وقطر وتركيا الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث التاريخي ووصف الرئيس السيسى بالقائد العظيم وعلى الرغم من التقدم الهائل لا يزال هناك العديد من القضايا العالقة التي تتطلب مفاوضات إضافية مثل نزع سلاح حماس وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة وإعادة إعمار غزة فمن المتوقع أن تستمر المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة للتوصل إلى اتفاق شامل يعالج جميع القضايا العالقة بين البلدين ولعلنا الآن فى لحظة فارقة من صفحات التاريخ لقد فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس عام 1187 ولم يكن هذا مجرد انتصار عسكري بل كان استعادة للكرامة والهوية الإسلامية للمدينة المقدسة بعد عقود من الاحتلال الصليبي لقد جسد صلاح الدين قيادة حكيمة قادرة على المزج بين القوة والرحمة بين السياسة والدين وحافظ على قدسية القدس لكل من يعيش فيها فهذا الحدث التاريخي شكّل علامة فارقة وأرسى نموذجاً للوفاء للقيم والمبادئ في حماية المقدسات وفي العصر الحديث يأتي دور الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي في سياق مختلف تماماً لكنه يحمل روحاً متصلة بالرسالة نفسها تتلخص فى حماية القدس والمسجد الأقصى والحفاظ على مكانتهما الدينية والسياسية مصر اليوم لا تفتح الأرض بالسيف لكنها تحميها بالدبلوماسية بالحضور السياسي المؤثر وبالتواصل مع كل الأطراف الفاعلة بما يضمن استقراراً وحماية للقدس من التهميش أو التدخلات الخارجية لأن ما يفعله السيسي فى ٢٠٢٥ هو امتداد لصلاح الدين ليس مجرد تشبيه شعوري بل امتداد للفكرة والرسالة نفسها فالدفاع عن القدس وحماية قدسيتها بكل الوسائل الممكنة كلٌ في زمنه وأدواته فالتاريخ يتغير لكن المبادئ تبقى والقدس ستظل رمزاً خالداً للهوية والقيم الإسلامية

Comments (0)
Add Comment