تشهد محافظة الشرقية حالة من الحراك السياسي الساخن مع اقتراب الاستحقاقات البرلمانية حيث يُعَد الحزب الأكبر والأكثر حضورا على الساحة حزب مستقبل وطن
هو اللاعب الأساسي في إعادة تشكيل خريطة المرشحين داخل دوائر المحافظة لأن المحافظة تعيش حالة غير مسبوقة من الحراك السياسي مع اقتراب الاستحقاقات البرلمانية حيث تتحول دوائرها الانتخابية إلى ساحات اختبار كبرى لقدرة الأحزاب وفي مقدمتها حزب مستقبل وطن القادر على حسم المشهد فالشرقية بما تمتلكه من ثقل انتخابي هائل لم تعد مجرد محافظة عادية بل أصبحت خزاناً انتخابياً تتحدد به موازين القوى داخل البرلمان المقبل خلال الفترة الماضية برزت وجوه جديدة استطاعت أن تفرض نفسها بقوة بعد حصولها على دعم التنظيم الحزبي وظهر ذلك جلياً فى الزقازيق ومنيا القمح دفع الحزب بمرشحين يحظون بقاعدة جماهيرية وتنظيمية واسعة أبرزهم قيادات تنظيمية كالأمين التنظيمي محمد شهدة الذي حصل على الضوء الأخضر لدخول السباق واللواء ماجد الأشقر الذى يُعد المنافس الأقوى للنائب خالد مشهور
اما فى فاقوس الحزب قد يدعم من في قائمة مرشحيه ويستبعد آخرين من حساباته الاستراتيجية مما يوضح أن الاختفاء ليس دائماً نتيجة ضعف بل قد يكون قرارات داخلية للحزب أو تحالفات ميدانية ففى هذه الدورة اختفى فجأة إسم خالد هليل امين عام الحزب بعد الدعاية القوية خلال الأشهر الماضية ومع هذا الإختفاء ظهر إسم المرشح النشيط احمد جمعة الشكر الذى تعول عليه كل الآمال حاليا فى مدينة فاقوس لما له من حضور قوى فى الشارع ويمتلك كاريزمة النائب الفاهم والكل منتظر الإعلان عن تواجد إسمة ضمن كوكبة مستقبل وطن ليكتمل حلم فاقوس بوجود نائب من الشعب
اما على مستوى انتخابات الشيوخ كان لافتاً أن كل المقاعد الفردية في الشرقية ذهبت لمرشحي الحزب وهو ما يعكس تماسك الماكينة الانتخابية وقدرتها على الحسم في المقابل شهدت دوائر أخرى تراجع بعض الأسماء التي كانت متصدرة المشهد سابقاً فالوجوه البرلمانية القديمة لم تجد لها مكاناً على قوائم الحزب بعد أن فضل الدفع بدماء جديدة بالنسبة لبعض المرشحين الذين اعتمدوا على حضورهم الشخصي أو العائلي وجدوا أنفسهم خارج اللعبة بسبب إعادة توزيع الأدوار داخل الحزب هناك من أُطيح بهم رغم شعبيتهم نتيجة لاتفاقات انتخابية وتحالفات داخلية لتقليل فرص التشتت وضمان الحسم لصالح مرشحى الحزب إذا لماذا يلمع البعض ويختفي الآخرون لأن الانضباط الحزبي يساعد المرشح الملتزم بتوجيهات الحزب ليحصل على الدعم الكامل بينما من يخرج عن الخط التنظيمي يُقصى ومن يمتلك قاعدة شعبية وأجهزة دعاية قوية وقدرة على الحشد يظل في الواجهة
اما بالنسبة للتحالفات الداخلية قد يضحى الحزب أحيانا ببعض الأسماء ذات الثقل لتجنب تفتيت الأصوات في دوائر معقدة
ويجب ان لا ننسى توافق المعادلة بين القديم والجديد فالحزب يسعى لإبقاء بعض الوجوه المخضرمة مع إفساح المجال أمام قيادات شابة قادرة على كسب الشارع ما يحدث الآن في الشرقية ليس مجرد انتخابات بل هو إعادة رسم لخريطة النفوذ السياسي داخل واحدة من أكبر محافظات مصر ويعتبر إعادة صياغة لمعادلة النفوذ السياسي في واحدة من أكبر المحافظات المصرية مستقبل وطن يبرهن أنه صاحب اليد العليا فهو يصنع نجوماً جدد في دوائر بعينها ويقصي وجوهاً اعتادت على الصدارة إنها ببساطة لعبة بقاء في المشهد السياسي حيث لا مكان للضعفاء
ولا أمان حتى للأقوياء
إذا خرجوا عن الصف