هشام زكريا يكتب : التأمين الشامل وعم بشير وتدفع حيا أو ميتا

 

من أكثر الأحداث المؤلمة التي مرت علينا أمس ، رحيل المغفور له بإذن الله عبد الرحمن بشير ، والمؤسف هو قرار عدم خروج الجثمان إلا بعد دفع التكلفة داخل مستشفى الجامعة رغم أنه داخل طوارئ وعنده ما يسمي التأمين الشامل ( حتى لو لم يكن معه بطاقة التأمين وآلاف مثله على فكره ) لأن المفترض أن المعلومات كلها متحملة على الرقم القومي .

الحقيقة شخصيا قلت أن ما يحدث في مسألة التأمين الشامل فيه عوار بلغة أهل القانون ، ومش كل الناس عندها القدرة عشان تعمل تأمين شامل أنها تدفع آلاف مؤلفة لسنوات سابقة لم تستفيد حتى منها في زيارة باب الوحدة الصحية .

وخرج علينا وقتها أصحاب الأيزو والجودة واللي صورهم مغطيه السوشيل ميديا حتى وصلت لفوربس ، ودخلوا على في الخاص وحضرتك لازم نقابلك نوضح لك الصورة ، والمهم الصورة حلوة والوزير مبسوط والتجربة ولا أمريكا ولا شيكا بيكا .

ومع الوقت بدأت الناس تصرخ من السيستم والتأخير والمواعيد والتعامل وافتح القوس وحط كل اللي انت عاوزه .

وطبعا لو حضرتك مت ومعندكش واسطة حتى وانت ميت ولو لم يتدخل حد ، تفضل محبوس في ثلاجة المستشفى العام أو الجامعة ، تسدد الأول انت بتستهبل عايز تموت وتخرج من الدنيا كده بدون ما تدفع.

الحقيقة احنا في كارثة لا يوجد فيها استثناء حتى من الموت ، وفي الغالب لان الشعب كله بقى على باب الله ، ستكون هي النهاية المنطقية لنا جميعا أن ندفن في ثلاجة الموتي أو ننتظر حد كريم يدفع لنا أو يتدخل حد لحل المشكلة الدفن الأول وبعدين ندفع.

يعني حتى الناس قبل ما تدفن هتكون مستدينة عشان تطلع الميت ، أي نظام وأي لوائح وأي قانون يقول مثل هذا الكلام ، وأي تأمين شامل والناس أصلا مش لاقيه تأكل ولا تشرب

Comments (0)
Add Comment